هل ستتساقط قطع الدومينو ؟

بقلم - هشام عامر

970

في خضم الحرب التجارية الملتهبة بينها وبين القطب الأول للإقتصاد العالمي الولايات المتحدة الأمريكية التي اشتعلت منذ الحكومة السابقة للبيت الأبيض ،
أدي انهيار العملاق الصيني العقاري ايفرجراند ثاني أكبر مطور عقاري في الصين إلي انهيار كافة أسواق المال الآسيوية بعد أن وصلت حجم مديونيتها إلي أكثر من ٣٠٠ مليار دولار ، مما كان سبباً في انهيار مؤشر هانج سنج بنسبة ٣.٨٧٪؜ ببورصة هونج كونج كأقل قيمة وصل لها في خلال ٥٢ اسبوع ، وذلك بعد أن انهار سهم الشركة بنسبة ١٧٪؜ والوصول لعُشر أعلي قيمة مسجلة العام الماضي .
يعتبر هذا العملاق هو ثاني أكبر مطور عقاري في الصين بحجم مبيعات وصل إلي ١١٠ مليار دولار العام الماضي ولديها أصول تصل قيمتها إلي ٣٥٥ مليار دولار -منها أكثر من ٨٠٪؜ حجم مديونية فقط- عن طريق ١٣٠٠ مشروع وتقوم بتوظيف ٣.٨ مليون عامل سنوياً و١٢٣ ألف موظف يتظاهرون لتأخر دفع رواتبهم.
مع غضب المستثمرين مما جعل الشركة تتجة إلي جدولة ديونها لدي المستثمرين عن طريق السداد بعقارات منخفضة التكلفة حتي أكثر من ٣٠٪؜ من قيمتها ، وسداد ١٠٪؜ من رأسمالها كل ٣ شهور كجزء من المديونية كمحاولة للخروج من تلك الأزمة التي طالت كافة أسواق المال في العالم وخصوصاً الآسيوية منها ، الخوف كله يتركز في تأثير ذلك علي البنوك والمؤسسات المالية المرتبطة بالتعامل المباشر مع ذلك العملاق فالشركة ترتبط ب ١٢٨ بنك ، ١٢١ مؤسسة مالية غير مصرفية ، الشركة ترتيبها الثاني محلياً والصين ترتيبها الثاني عالمياً كأقوي اقتصادات العالم فهل تترك الصين ذات الحكومة المركزية والحزب الواحد أن ينهار نظامها المالي وقطاعها العقاري كأحد أهم القطاعات نمواً في الصين الشعبية ، لذلك لا تسمح الصين التي تحارب من أجل الصعود للقمة علي أنّ انهيار هذه الشركة والتي تعادل قيمتها ٢.٥٪؜ من الناتج المحلي الصيني إن تكون سبباً في أزمة اقتصادية حاده سواء علي مستوي القطاع العقاري أو علي مستوي المؤسسات المالية المصرفية وغير المصرفية علي غرار أزمة ٢٠٠٨ بالولايات المتحدة ، ولا يعتقد أحد أن الأزمة ستصدر للعالم كما كان الوضع في ٢٠٠٨ وأزمة القطاع العقاري في الولايات المتحدة لأسباب كثيرة أهمها ان الصين حكومة مركزية فلا يوجد بنوك عالمية من خارج الصين تتعامل في الرهن العقاري الصيني كما هو الحال بالولايات المتحدة ، لذلك الأزمة تأثيرها الأعظم محلياً وداخل حدود الدولة الصينية و امتدادها للدول الآسيوية ربما يرجع لحجم استثمارات الشركة نفسها في هذه الدول إذا كان تواجدها هناك بحجم يتناسب مع حجمها داخل الدولة الصينية .
ما مدي تأثير ذلك علي سوق الأوراق المالية الصيني ؟
من الطبيعي أن يتأثر أي سوق للأوراق المالية بانهيار شركة بحجم ايفرجراند ولكن سيبقي الأمر مجرد انهيار شركة إذا بقي التأثير عند هذا الحد فقط وكان التخوف من انهيار الدومينو ليصل لكافة القطاع وما يرتبط به من صناعات مباشرة وغير مباشرة ومواد خام وحجم عمالة وقتها سيكون الوضع أكبر كارثية .
إن غداً لناظره قريب وستكشف الأيام عن مدي التأثير الذي سيلحقه انهيار العملاق العقاري في مستوي الاتجاهات والقطاعات فالشركة تعمل في مجالات أخري كثيرة ليس العقار فقط بل التأمين والمياه المعبأة وكرة القدم وأشياء أخري .
ثمة عالمنا هي الأزمات الإقتصادية وللحديث بقية إذا كان في العمر بقية .
حفظ الله الوطن
شعباً .. جيشاً .. تراباً

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.