النوم الجيد ليلاً يمكن أن يساعدك على العيش لمدة أطول ويعزز شعورك بالشباب

يلعب النوم دوراً سببياً في مشاعرنا وإحساسنا بقدراتنا البدنية

28

وكالات

يمكن أن تتسبب المشكلات الصحية والحركية بشعور الشخص بأنه أكبر سناً من الواقع وأنه قد شاخ مبكراً، ولكن قلة النوم قد تكون العامل الأكبر في شعورك بأنك كبير في السن.

ووفقاً لدراستين نشرتهما مجلة Proceedings of the Royal Society B، فإن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم قد يجعلك تشعر بأنك أكبر بخمس إلى عشر سنوات مما أنت عليه بالفعل.

ففي الدراسة الأولى تم تقييم مدى جودة نوم 429 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 18 و70 عاماً لمدة شهر.

ووجد أنه في مقابل كل ليلة من قلة النوم (أقل من 8 ساعات نوم)، أبلغ المشاركون عن شعورهم بحوالي ربع عام أكبر من عمرهم الحقيقي. مما يدل على أن قلة النوم لمدة شهر فقط ستسبب شعور الشخص بأنه أكبر 7.5 سنوات.

وفي الدراسة الثانية تم حرمان المشاركين لمدة ليلتين من النوم حتى لا يحصلوا إلا على أربع ساعات فقط من النوم كل ليلة. وهذه الدرجة من حرمان النوم أدت إلى شعور الغالبية بأنهم أكبر بما يقرب من 4 سنوات ونصف السنة مما كانوا عليه بالفعل. وبالمقارنة، وجد أن نوم الشخص جيداً خلال الشهر، يرافقه الشعور بأنه أصغر بنحو ست سنوات، في المتوسط، من عمره الحقيقي.

◄ أضرار قلة النوم

وعلقت د. ليوني بالتر، باحثة النوم في جامعة ستوكهولم في السويد والمؤلفة الرئيسية لكلتا الدراستين قائلة: «يلعب النوم دوراً سببياً في مشاعرنا وإحساسنا بقدراتنا البدنية. فقلة النوم تؤدي إلى الشعور بالنعاس، والنعاس حالة تقلل من مستويات الطاقة والنشاط وتشتت التركيز وتثبط المهام الحيوية الداخلية، وجميعها لا يعزز تدهور الصحة النفسية والعاطفية والبدنية فحسب، بل ويعزز شعورنا بكبر السن والشيخوخة.

وفي المقابل، فإن الحصول على نوم كافٍ ليلاً يزيد القدرة على البقاء نشيطاً وإيجابياً ومليئاً بالطاقة والصفاء الذهني، وهي مشاعر تعزز الإحساس بالشباب».

وعلق د. تشانغ هو يون، أستاذ علم الأعصاب في جامعة سيئول في سيونغنام بكوريا الجنوبية، والذي لم يشارك في الدراستين قائلاً: «يمكن فهم العمر بأبعاد متعددة: الزمني، والبيولوجي، والذاتي. وهاتان الدراستان تشيران إلى الجانب الذاتي، بمعنى المشاعر الشخصية وإدراك الذات. حيث تؤكد هذه النتائج على أهمية النوم الكافي في الحفاظ على عمر الشباب الذاتي، مما قد يفيد الصحة العقلية والجسدية. فقلة النوم تسبب تغيرات في المزاج ومشاعر التعب وتعزيز الشعور الشخصي بالشيخوخة».

◄ الشعور بالشباب يطيل العمر

الشعور بالشباب من المشاعر المفيدة لتحسين الصحة النفسية والذهنية وحتى البدنية. فقد ربطت عدة دراسات بين شعور كبار السن بالشباب مع العيش لفترة أطول، وانخفاض معدل الإصابة بالخرف والاكتئاب وسمات أكثر إيجابية مثل التفاؤل والأمل والمرونة، وتمتعهم بصحة بدنية وعقلية أفضل. وقد أكدت دراسات عدة على فوائد عدة سلوكيات تعزز مشاعر الشباب في كبار السن مثل عملهم مع الشباب واختلاطهم في نشاطات تجمعهم مع الأصغر سناً وممارستهم للهوايات والنشاطات الترفيهية وأمور أخرى.

وفي الواقع، وجدت دراسة أن كبار السن الذين يشعرون بأنهم أصغر من أعمارهم أكثر فرصة لأن تكون أدمغتهم شابة فعلاً. وذلك بحسب دراسة فحصت أدمغة كبار السن الذين رأوا أنفسهم أصغر سناً، حيث أظهر تصوير الدماغ المزيد من المادة الرمادية في أدمغتهم، وقد سجلوا نتائج أفضل في اختبارات عمر الدماغ مقارنة بمن في أعمارهم.

◄ سرعة التعافي

يقول د. والتر: «تشير بياناتنا إلى أن سرعة التعافي من قلة النوم قد تحدث سريعاً وخلال عدة أيام. فحصول الشخص على عدة ليالٍ من النوم العميق والكافي (6 – 9 ساعات) سيقلل مستوى النعاس مما سيكون له تأثير مباشر على الشعور بالنشاط والطاقة والصفاء الذهني. ولكن من المهم الاستمرار في أخذ قسط كافٍ من النوم ليلاً بشكل دائم. ولكن تجدر الإشارة إلى أن النمط الزمني للنوم أمر مهم؛ فالأشخاص الذين يحبون الاستيقاظ مبكراً يشعرون بتأثير أكثر عمقاً لقلة النوم ليلاً مقارنة بمن يحبون السهر والنوم صباحاً، حيث لا يكف هؤلاء النوم لمدة 8 ساعات حتى يشعروا بالتحسن، بل يتطلب الأمر ما لا يقل عن 9 ساعات من النوم المتواصل ليلاً حتى يشعروا بالتعافي ويختفي النعاس.

◄ مراجعة الطبيب

وشددت الدكتورة بالتر على أهمية اهتمام الأطباء بسؤال المرضى عن جودة النوم. وقالت: «لتحسين الصحة العامة، يجب إعطاء الأولوية للنوم الكافي بشكل أساسي في رعاية أي شخص. لذا، إذا كنت تشك في أن حرمانك من النوم يرجع إلى اضطراب في النوم مثل الأرق أو توقف التنفس أثناء النوم، فمن الضروري أن تقصد الطبيب لطلب التقييم والعلاج. وتذكر أن النوم الجيد ليلاً يمكن أن يساعدك على العيش لمدة أطول وبصحة أفضل ويعزز شعورك بالشباب».

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.