1000 كيلو متر بشحنة واحدة.. سباق لتحطيم الأرقام لقيادة السيارات الكهربائية

بي.واي.دي تطلق مجموعة نقل الحركة الهجينة

93

وكالات

شرع العديد من المطورين في الشركات المصنّعة للسيارات في دخول مرحلة مفصلية في ابتكار المركبات من خلال إعطاء البطاريات قوة أكبر، بهدف الإسراع في خفض بصمتها الكربونية، في وقت تشهد الطرق عددا متزايدا من الطرز الحديثة.

ويُقدّر عمر البطاريات المستخدمة في هذه السيارات بنحو عشر سنوات، فيما يُتوقع سحب نحو 4 ملايين سيارة كهربائية من الأسواق عام 2030، وفق دراسة أجرتها شركة بوسطن كونسالتينغ غروب.

وتبقى البطاريات صالحة لاستخدامات أخرى، في حين لا تزال سعتها تصل إلى ما بين 70 و80 في المئة، ويبذل المهندسون كل ما في وسعهم لزيادة سعتها حتى تسمح بالسير لفترة أطول.

ويمكن للبطاريات أن تسمح بتنظيم شبكة الكهرباء، في وقت تتطور الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وهما مصدران للطاقة المتجددة، لكنّها غير متوافرة بصورة متواصلة.

ونقلت شركة بي.واي.دي الصينية سباق تطوير البطاريات إلى مرحلة جديدة عندما أزاحت الستار مؤخرا عن مجموعة نقل الحركة الهجينة الجديدة، التي تستطيع السفر لأكثر من ألفي كيلومتر دون الحاجة إلى إعادة الشحن أو التزود بالوقود.

ويأتي هذا الكشف ليؤجج معركة التحول إلى السيارات الكهربائية مع شركات أخرى على رأسها تويوتا اليابانية وفولكسفاغن الألمانية.

وكانت تويوتا قد كشفت في أكتوبر الماضي أنها تقترب من تصنيع بطارية جديدة ذات حالة صلبة يمكنها مضاعفة مدى سير معظم السيارات الكهربائية إلى 1200 كيلومتر قبل إعادة شحنها في عشر دقائق فقط. ومع ذلك، فإن هذه البطاريات غالية الثمن ومن المرجح أن تظل كذلك لسنوات، كما أن مشكلة توفير المعادن قد تكون تحديا آخر خاصة وأن الصين تهمين على سوق الأتربة النادرة عالميا.

وتشير التقديرات إلى أن نطاق القيادة الحالي لمعظم السيارات الكهربائية يبلغ حوالي 482 كيلومترا قبل إعادة شحن البطارية.

وأكدت بي.واي.دي خلال فعالية عبر البث المباشر من الصين الأسبوع الماضي أن سيارتين عائليتين ستزودان على الفور بهذه التقنية، التي جرى تحسينها، وتستهدف توسيع الفارق بينها ومنافسيها القدامى، وهي بكلفة أقل تصل إلى 13.8 ألف دولار.

ويعني مدى القيادة الأطول أن بعض السيارات الهجينة الكهربائية مزدوجة الوضع من بي.واي.دي يمكن أن تغطي ما يعادل مسافة السفر من سنغافورة إلى بانكوك أو من نيويورك إلى ميامي أو من ميونخ إلى مدريد بشحنة واحدة وخزان بنزين ممتلئ عن آخره.

ويشكل هذا الحدث المهم أحدث إنجازات بي.واي.دي في تخفيض استهلاك الوقود منذ طرحها للمرة الأولى للسيارات الهجينة خلال 2008.

ويمكن لبطاريات الحالة الصلبة أن تحتوي على طاقة أكثر من بطاريات الإلكتروليت السائل الحالية، حيث يتوقع صانعو السيارات والمحللون أن تعمل هذه البطاريات على تسريع التحول إلى النقل النظيف.

ويقول خبراء هذه الصناعة إنه في حين أن نطاق البطارية ووقت الشحن من شأنهما أن يقطعان شوطا طويلا في تخفيف تحفظات المستهلكين بشأن اعتماد السيارات الكهربائية، لكن مع ذلك، ثمة عراقيل.

ويعتقد المختصون أن صانعي هذه النوعية من المركبات سيظلون مضطرين إلى محاربة تحفظ آخر لدى المشترين، وهو البنية التحتية للشحن دون المستوى.

وكانت كالت أكبر شركة مصنعة للبطاريات في العالم، قد كشفت في أغسطس الماضي، عن نموذج لما تقول عنه إنه أول بطارية “شحن فائق السرعة”، قادرة على توفير طاقة للسير لنحو 400 كيلومتر، عند الشحن لمدة عشر دقائق فقط.

وقلبت بي.واي.دي، ومقرها في شنتشن، سوق السيارات الصينية رأسا على عقب من خلال تخفيضات واسعة النطاق في الأسعار على حساب تحقيق الأرباح، وقد تؤدي أسعارها المغرية للسيارات الهجينة ذات مدى القيادة الكبير إلى تأجيج التنافس بصورة أكبر.

وخلال الفعالية، قالت الشركة الصينية التي أزاحت تسلا من عرش السيارات الكهربائية إنه أثناء اختبارات السيارة الهجينة تمكنت من تحقيق مدى قيادة يصل إلى 2500 كيلومتر.

وفي الوقت الراهن، أدخلت هذه التطورات على السيارات المصنوعة في الصين، لكن من المحتمل تصديرها للخارج قريبا.

وتعمل السيارات الكهربائية والهجينة على حد سواء على زيادة الحدود القصوى لمسافة القيادة لمعالجة ما يعتبره بعض المستهلكين إلى حد الآن من بين أوجه القصور الناجمة عن التحول عن البنزين.

وتوقفت بي.واي.دي عن إنتاج السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري بالكامل أوائل 2022 وعملت على تعزيز الصادرات الهجينة إلى الأسواق الناشئة التي تفتقر إلى البنية التحتية لشحن البطاريات.

وطرحت أول سيارتين بقدرات القيادة بعيدة المدى من طرازين عائليين متوسطَي الحجم وهما كين إل وسيل 06، وكُشف عنهما في معرض بكين للسيارات أبريل الماضي. وينتمي الطرازان إلى سلسلة ديناستي وأوشين على الترتيب.

وتحاول شركات تصنيع السيارات على مستوى العالم حل مشكلة قلق المستهلكين من مسافة القيادة وصنع سيارات أفضل للبيئة.

وأزاحت تويوتا النقاب مطلع الأسبوع الماضي، عن نماذج أولية لجيل جديد من محركات الاحتراق الداخلي، التي يمكن أن تعمل بالهيدروجين أو البنزين أو أنواع الوقود الأخرى إلى جانب البطاريات.

وأظهر مسح أجرته منظمة أميركية غير ربحية مؤثرة قبل فترة أن السيارات الكهربائية لا تزال تعاني من ضعف الموثوقية بسبب مشاكل الشحن والبطاريات، حتى مع إقبال المستهلكين عليها بوتيرة سريعة.

وفي المتوسط، واجهت السيارات الكهربائية الجديدة مشكلات أكثر بنسبة 79 في المئة من السيارات التي تعمل بالبنزين، حسبما أظهر استطلاع موثوقية السيارات السنوي لعام 2023 الذي أجرته مجلة كانسمر ريبورتس. وواجهت السيارات الهجينة مشاكل أكبر من تلك التي تعمل بالبنزين، بنسبة 146 في المئة.

ومن خلال الدراسة تبين أن سيارات البيك أب الكهربائية هي الأقل موثوقية، في حين كانت السيارات الصغيرة والسيارات الرياضية والشاحنات الصغيرة من بين الأكثر موثوقية في تصنيف يضم 19 فئة.

وقال جيك فيشر، المدير الأول لاختبارات السيارات في شركة كونسيومر ريبورتس، لرويترز “بالنسبة لشركات صناعة السيارات القديمة، تعد ‘المركبات الكهربائية’ تقنيات جديدة حقا، لذا ليس لديهم الكثير من الخبرة في مجال البطاريات والشحن والمحركات”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.