مجدي كامل يكتب : برلماني تافه

386

عندما تمتلك عقلا مختلا لا قيمة له لا يتوقع منك الأسوياء سوى فعل تافه لا يليق ببرلماني اختارته جموع غفيرة ليمثلها ويدافع عن حقوقها ويصير لسانا يتحدث نيابة عنها ويدا تمتد لتحصل لها على ما تمنته ولكن للأسف دون جدوى .

من العيب أن أقول لك أن البرلماني يضع آمال الكثيرين أمانة في عنقه يحاول جاهدا السعي للحصول عليها لهم لأنهم وثقوا فيه وعندما أعطوه أصواتهم كانوا على يقين أنه خير ممثل لهم فلابد أن تكون على وعي تام بذلك ولا ينبغي أن تنتظر من يعلمك دورك .

إني أحدثكم عن ذاك البرلماني الأحمق الذي يحمل فكرا عبثيا يمثل تخلفه عن كل صور التحضر زاعما أن ما يطالب به يندرج تحت الحرية الشخصية عندما  يدعو لإجراء مسابقة  دولية في رسم خير خلق الله محمد بن عبد الله  خاتم الرسل والأنبياء بشكل كاريكاتوري معتقدا أنه بذلك يحارب الإسلام والمسلمين  .

بالرغم من عدم استحقاقك أي اهتمام أو حتى أن يلقي عليك أحد أسئلته إلا إني أردت أن أظهر لك نفسك أمام سؤالين فقط ؛ أولهما : هل عندما تقدمت للانتخابات أعلنت لناخبيك أن من أهم قضاياك التي جئت من أجلها عقد هذه المسابقة التافهة أم خدعت ناخبيك ؟ أما سؤالي الثاني فهو يتعلق بمدى استفادة هؤلاء الناخبين من دعوتك الحمقاء لعقد تلك المسابقة ؟

أرى أنك مهما بلغت من القدرة فلن تستطيع إقناعي أو إقناع أحد أن تصرفك هذا له أي قيمة لمجتمعك الذي تمثله بل على النقيض فأنت تسيء له وتشوه حضارته  لو وقف مناصرا لك ملبيا لدعوتك .

للأسف منا من ينظر نحو شعوب الغرب واهما أنهم يمثلون قمة التحضر و الرقي وأن كل واحد منهم يعي جيدا دوره ويقوم به على أكمل وجه ولكن عليك أن تعلم جيدا أن هناك من ضربوا أعلى الأمثلة في التفاهة والحمق فهذا البرلماني الذي يمثل في بلده من انتخبوه يُعد مثالا صارخا للتافهين الذين ساقتهم حظوظهم لصدارة مجتمعاتهم بلا وعي ولا معرفة ولا إدراك .

وأرى ألَّا تطالبوا بمقاطعة منتجات بلاده كما نفعل كل مرة دون جدوى فهناك أدوار أخرى يجب أن تقوم بها مؤسساتنا الدينية ولا تكتفي بالتنديد أو الرفض  ولذا أهمس في أذن أزهرنا الشريف ومرصد  الإسلاموفوبيا  أن يرسل دعوة ندعو فيها شعوب العالم لنطلعهم  على حياة الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم-  وأهم الإنجازات التي قدمها علماء المسلمين في كل المجالات بكل اللغات ليعي أهل الغرب أننا لسنا أصحاب الإرهاب والعنف والتطرف و علموا من لا يعلم أننا كنا أصل الحضارة والتقدم .

انشروا صور الإعجاز القرآني بكل اللغات وخاطبوا علماء الارض ليعرفوا من هو محمد الذين يرغبون في إهانته وما ورد في كتاب الله المنزَّل عليه .

ولكن علينا ألا تطول وقفتنا عند القول : كنا وقدَّمنا وعلَّمنا بل يجب أن نعود لنستكمل الجهود .

ولابد أن نقابل الفكر بالفكر وأن تنطلق إرادتنا لتدافع عن تواجدنا بين شعوب الأرض مرة أخرى لتتواصل جهودنا التي كانت يوما بداية النور لعهود أوروبا القديمة وعصور الظلام .

لننس جميعا تفاهات الأمور والمصالح الشخصية و تتحد عزائمنا وليس من العيب أن نخرج من الصورة وقتا طويلا من الزمن ولكن العيب أن نصرَّ على الخروج منها للأبد تاركين غيرنا يقودنا ويسخر من عقيدتنا وقمة العيب يا سادة أن ننسى أننا خير أمة أخرجت للناس .

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.