الكشف عن سيارة مستوحاة من “أفاتار”

121

كشفت شركة «مرسيدس بنز» لصناعة السيارات عن مشروع لإنتاج سيارة جديدة مستوحاة من الأفكار التي وردت في فيلم «أفاتار» الشهير الذي عرض عام 2009، إذ تقوم الفكرة الرئيسة على الاندماج التام بيولوجياً وعصبياً بين السيارة وركابها، وذلك عبر تقنيات الشبكات العصبية التي تنتشر في السيارة بكاملها، لتتلاقى وتتفاعل مع الشبكات العصبية للبشر داخلها، بحيث يشمل هذا التفاعل إلغاء عجلة القيادة، واستبدال الأمر بالقيادة القائمة على «الحدس» وتلقي الأوامر من المخ مباشرة عبر تلامس بين وحدة التحكم في السيارة، ويد السائق الموضوعة عليها، فيكفي أن يفكر السائق لتنتقل أوامره للسيارة للتنفيذ.
جاء ذلك في عرض قدمته «مرسيدس» لتفاصيل مشروعها المستقبلي على مسرح معرض الإلكترونيات الاستهلاكية «سي إي إس 2020» المقام في مدينة لاس فيغاس الأميركية حالياً. ونشرت الشركة على موقعها الرسمي بياناً تفصيلياً وصوراً وفيديوهات عن سيارتها الجديدة التي أطلقت عليها اسماً مبدئياً هو «فيجن أفتر»، وهي عبارة مستخلصة مما ورد من فيلم «أفاتار».
ووفقاً لبيان الشركة والعرض الحي الذي قدمه مسؤولوها، فإن الفكرة الأساسية لسيارة «فيجن أفتر» المستقبلية تقوم على تحقيق الاندماج التام بين البشر والآلة من خلال التفاعل المباشر بين الأنظمة الرقمية المتنوعة للسيارة، والمبنية بمفاهيم الشبكات العصبية من جهة، والأجهزة العصبية والبيولوجية للإنسان من جهة ثانية. وفي هذه النقطة يراهن مخططو المشروع على المشروعات والبحوث الجارية بالعديد من شركات التقنية الكبرى وتستهدف تحقيق اتصال مباشر بين الحاسبات والأجهزة الرقمية المختلفة والمخ البشري وأجهزة الجسم الأخرى، ثم بناء واجهات تفاعل نمطية بين الاثنين، يمكن استخدامها في أنظمة التحكم بمجالات مختلفة، في مقدمتها السيارات والمركبات، والأجهزة الطبية وغيرها.
وفي ضوء ذلك تسعى «مرسيدس» إلى جعل الصالون الداخلي للسيارة مساحة للتفاعل المباشر بلا حواجز، بين عقول وأجساد الركاب، وأنظمة السيارة المختلفة، فتشعر وتفهم حالتهم البيولوجية والعصبية، وما يريدون تنفيذه من أوامر أثناء السير والقيادة، وما يحبونه ويرتاحون له من ترفيه، وعليه ستكون السيارة بلا عجلة قيادة، وبوسائد تحكم عصبية رقمية، يحدث تماس وتواصل بينها وبين كف يد قائد المركبة، لتنتقل إليها الأفكار والأوامر بالانطلاق أو التوقف، أو السير في هذا الاتجاه أو ذاك، أو عرض مواد للترفيه، أو معلومات عن البيئة المحيطة.

ولن تكون معلومات البيئة المحيطة متعلقة بحركة السير، والسيارات والمركبات من الأمام والخلف والأجناب، والإشارات والتقاطعات، فهذه ستكون «موضة قديمة»، وواجبات اعتيادية بسيطة، تقوم بها السيارة بنفسها لنفسها في إطار تنفيذها لعملية القيادة، بل ستقدم معلومات وافية ومفيدة عن الطبيعة نفسها من حولها، والمعالم الرئيسة على الطرق من مبانٍ ومطاعم وملاهٍ ومقار عمل، إذا كانت السيارة تسير في المدينة، أو الاشجار والنباتات إذا كانت تمر عبر غابات، أو تكوينات الهضاب والجبال والرمال إذا كانت تمضي في صحراء أو منطقة جبلية، وسيكون ذلك مدعوماً بصور خلابة، ومحتوى معدّ بتقنيات الواقع المعزز والرسوميات ثلاثية الابعاد، ويتضمن معلومات عن مكونات الهواء، والنشاط الكهرومغناطيسي، ومستويات الأكسجين وغيرها.
أوضحت شركة «مرسيدس بنز» أن سيارتها المستقبلية ستعمل بأربعة محركات كهربائية قوية، قدرة كل منها تزيد على 350 كيلووات، وتوضع بالقرب من العجلات، حيث تحصل المحركات على الطاقة من بطاريات تعتمد على كيمياء الخلايا العضوية المستندة إلى الجرافين، وبالتالي يمكن إعادة تدويرها بنسبة 100%، وتتميز بصغر حجمها وخفة وزنها والشحن السريع، إذ يمكن شحن كامل البطاريات خلال 15 دقيقة، لتخزن كمية من الطاقة، تكفي لانطلاق السيارة والسير لمسافة 700 كيلومتر، وتستمد البطاريات طاقة إضافية أثناء السير من لوحات شمسية متقدمة تغطي الجانب الخلفي من السيارة.
وأضافت أن السيارة تعمل بنظام مبتكر للدفع الرباعي، مزود بتوجيه عزم الدوران بطريقة تتيح حريات جديدة تماماً وتضمن ديناميكيات القيادة على أعلى مستوى مع توفير أفضل سلامة ممكنة في الوقت نفسه، مشيرة إلى تزويد السيارة بعجلات مصممة على شكل كروي، وليس أسطوانياً كما هي الحال الآن.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.