معمر عواد يكتب: تباً للديمقراطية !!!!
بالمنطق الجبري ، على العالم الإعتراف أن الولايات المتحدة الأميركية هي قضاء و قدر هذا الزمان ، و لا راد لقضاء و حكم الله حتى يقضي أمراً كان مفعولا.
الاستسلام للقدرية الأميركية جعلت العالم عاجزاً أمام جبروت الدولار القابض على رقبتي النفط و الذهب، و خانعاً لشركات التكنولوجيا و تطبيقات الذكاء الاصطناعي ، و راضخا لها و بقدرتها على إدارة دفة الحوار بين الإنسان و نفسه و بينه وبين الله !!!! .
إن عودة المُشاغب ترامب الى البيت الأبيض ( ديموقراطياً ) ، رغم كل ما اقترفه من آثام بحق بلده و العالم ، يندرج في إطار تلك الخصوصية الجبريّة و القدريّة الأميركيّة المُستمدة من إرث و ثقافة المجتمع الأميركي الذي يعاني بالاصل ارتباكا في الهوية بحكم تكوينه التاريخي . اختيار الأميركي لترامب ” المثير للجدل ” رئيسا له و عليه ، هو انعكاس حقيقي لطبيعة المجتمع وميوله اتجاه رئيس عديم الثقافة ، و ساذج و غير منضبط و غير متجانس مع ذاته ، ومُنفلت من كل القيم الاخلاقية و الانسانية ، و ميكيافيلياً حتى النُخاع .
المواطن الأميركي أعاد ترامب الى البيت الابيض حاكما مستبداً باسم الديمقراطية و بتوقيع القانون بعد أن كاد ” المعتوه ” أن يٌشعل حرباً أهليه في اميركا و يقضي على أكبر قلاع الديمقراطية في العالم ، على خلفية اقتحم انصاره مبنى الكابيتول ” الكونغرس الأميركي ” في 6 يناير 2021 بُعيد خسارته انتخابات الرئاسة أمام بايدن . المواطن الأميركي عاد – و عن سابق اصرار و تصميم – انتخاب أول رئيس اميركي يُدان بـ 34 تهمة تتعلق بدفع أموال لممثلة أفلام إباحية لشراء صمتها ، وتزوير مستندات ، وأول رئيس اميركي تلتقط له المحكمة صورة «جنائية» وتضعه في لائحة المتهمين.
القدر و صناديق الاقتراع جاءا بـ ترامب رئيسا للولايات المتحدة الاميركية مرة أخرى بعد أن هزم إمراتين ، جاء رئيسا رغم أنف الكارهين و بتوقيع الديمقراطية و بشهادة أم العروس ، و على العالم ان يفتح صفحة جديدة مع ترامب ليكتب عليها الأخطاء الجديدة ، و عفا الله عما مضى .
أيها الأميركيون ، تلك ديمقراطتيكم رُدت إليكم .