مصطفى جمعه يكتب: 25 يناير… هدير شديد الكبرياءْ

248
أُكتب اليوم عن جموعِ الثُّوَّارِ والملايين التي خرجت في الشوارع والميادين تدوس على الأحزانِ، مرفوعة الجِباهْ ، فرسان راكبين خيول الحلم الزرقاء في ايام البهاء فحولوا احزانك افراح على اهداب السماء في ساعات الفداءْ .
السلام عليكي يا بهية الزمان يا مصر ، في يوم ٢٥ يناير عيد ثورتك الشعبية الاكبر والاهم في تاريخك ولو كره الكارهون
والصلاة عليكي يا جميلة الاوصاف وطيبة الاسماء ، التي بايعها الله عروسا ، منذ فجر الخلود الابدي.
السلام والصلاة عليكي يام البلاد يوم غضبك عندما خرج شيايك فلاحين وعمال وطلاب وصنايعيه ، قادمين من ظهور الظلم، وخارجين من رحم القساوة والجفاء وهالين من دروب البؤس رفيع الحس مهما كانت شدة البَلاءْ ، ليفدوا عزك بالارواح ، وكان فى كل خطوة لهم نحو فجرك الوضاح يسقط شهيد يرسم بدمه فجر جديد بعدما اقسموا اما الموت او يلاقوا النور بعد قهر الباطل وهدّم قلاع الظلم الطاغى الذي حكم ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺍﻟﻄﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﺠﺎﻑ .
السلام عليكي يا محروسة من الله في هذا اليوم الذي تمدد غضبك نار وتحرك جموعك ثوار في مواكب تسد عيون الشمس، وتهدر وتهتف كالرعد الذي شق ظلام الليل ليحرج الفجر من ركامه ويدخل ضياءه في كل دار.
سأُكتب واكتب واكتب طالما كانَ في نبض القلب حياءْ
قسما يا مصر ، ونحن نغني نشيد الوفاء ، في اليوم الذي ثار فيه الميدان واتمدد نار وغضب الي كل ارجاء كنانة الله ، فهزم الليل والنور منه طل على مصر بالعزة التي إخضرت بدماء الابطال ، لن نرجع شبرا الي الوراء ، وسندق الصخر ختي يخرجٌ لنا زرعا وخضرا.
انها ثورة 25 يناير ، نبض الشعب المصري وشريانه الدافق ، الذي منح ام الدنيا عبق الوجود وإكسير البقاء والتي تحل ذكراها من عميقِ الموجِ ومن صُلبِ المياه انها الذكرى التي تتوهجَ عند لحظات التجلي و تنقل بين ارجائي وظلّي .
25 يناير ثورة تركت بصماتها علي خارطة احداث التاريخ وسكبت علي اثرها مداد نور ﻻنها ثورة شعب ضد الظلم وضد عصابة حاكمة وثورة حق ضد باطل .
لن ننسى شهداء الثورة فداء لمصر العزة والكرامة الذين شقوا طريقهم الي الخلود كما السهم صلبا لا يلين ، واصدحوا بصوتهم نشيد الحياة الذي زلزل الارض تحت الطغاة ، ومضوا نحو الضوء تبادلهم المحروسة حلو الغناء
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.