فقد الشعر العربي واحد من اركانه الاساسية في العصر الحديث الشاعر العراقي الكبير كريم العراقي الموهوبً والانسان في زمن تغيب فيه الإنسانية.
لم يكن كريم شاعر عابر بل حامل للكلمة بكل معانيها العميقة.أحرفه تتلو المشاعر وتثير ذلك الإحساس الجميل الذي يبقى ولا يزول.
أشعر بحزن عميق وأفتقده بشدة. فقدان كريم لن يُعوض أبدًا، ولكن يعزينا أننا نحمل ذكرياته في قلوبنا.حيث التقيت اكثر من مرة في بغداد واطلعني على اوراق حصاد عمره ، وربما من اهم وثائق هذا العصر في الوسط الفني العربي ، الوثيقة الاولى الرسالة التي تلقاها من الشاعر العربي الكبير نزار قباني بعدما ابكى كاظم عشاق الطرب العربي باغنية “موال الغربة” من تأليف الشاعر، والوثيقة الثانية القصيدة التي كتبها كريم عندما علم بأن المطرب العربي الكبير ابوبكر سالم يمضي فترة علاج من مرض عضال ادخله غرفة العناية المركزة في احدى مستشفيات مدينة ميونيخ بالمانيا، الوثيقة الاولى هي الرسالة التي ارسلها نزار الي كريم في اكتوبر1996 جاء فيها : كريم ايها الشاعر الجميل..حين وصلتني رائعتك( موال الغربه) دخلت المطبخ, وضعت شايا( ابوالهيل) وجلست مع استكانه الشاي وامامي بلقيس, وشعرها الطويل الذي كان يغطي الماذن والقباب واشجار النخل في حي السفينه بالاعظميه.
ثم بحثت عن( سمك مسقوف) لدي البقالين الانجليز, ولكنهم قالوا انهم لا يعرفونه, رغم انهم استعمروا العراق عشرات السنين. ثم ركضت ورائ ايامي في نادي العلويه, ونادي المنصور, والجسر المعلق, ومقامات النجف, وعبق البهارات في الشورجه, واعراس العصافير والقصب في الاهوار, وربيع الموصل, واسد بابل, ورائحه الجبن الاشوري في اربيل..هذه ليست قصيدتك يا كريم, انها قصيدتنا جميعا, نحن المنفيين في فضاء العالم, وليس معنا سوي حقيبه ملاي بالياسمين الدمشقي, والرازقي العراقي, وصورنا( التي كانت تتوسط البيت), ونسخ قديمه من( طفوله نهد) و(الرسم بالكلمات) و(قالت لي السمرائ) ونسخه من قصيدتي( افاده في محكمه الشعر) التي القيتها في بغداد عام.1969 وحين سيغني كاظم: وجعي يمتد كسرب حمام من بغداد الي الصين.. يكون قد اكمل سمفونيه الحزن, واعطانا مفاتيح بيوتنا التي ضاعت هنا منذ سقوط غرناطه..ابق مزروعا يا كريم علي شفتي ”كاظم الساهر”واكتب لنا دائما احاسيسنا, واحلامنا, باسلوبك الطفولي الجميل..”نزار قباني”. اما الوثيقة الثانية فهي قصيدته التي كتبها كريم العراقي للمطرب العربي الكبير ابوبكر سالم ، وعندما قرأها له ابنه أصيل بكى كثير ، وتقول كلمات القصيدة: أبو بكر سالم: ما يحتاج يا عيسى .. وكريم يقول ما يحتاج. . الهيبة والباشا.
وأنت سيد الباشا .. أنت عمدة الجلاس.. وأنت ع القلب حاكم.. أنت أبو بكر سالم» . لتكون المرة الثانية التي يتسبب فيها كريم في بكاء فارس الاغنية الاول في الخليج العربي ، حيث كانت المرة الاولى عندما التقيا في القاهرة ،صدفة في استوديو عمار الشريعي في القاهرة، وكان كريم يسجل قصيدة ،مهاجرون بلا حدود”وتقول كلماتها :متى الحقائب تلقى من أيادينا.. وتستدل على نور ليالينا. . متى الوجوه تعانق من يعانقها. . ممن تبقى سليما من أهالينا. . متى المصابيح تضحك في شوارعنا. . ونشهد العيد عيدا في أراضينا ، ولم يكن يعلم ان ابوبكر سالم كان في الاستديو يستمع إليّه وهو يلقي القصيدة، و يبكي على حال أوطاننا، وقال له بعدما انتهى منها قصيدتك أبكتني.