مصر.. فاتنةٌ تشتعل في يديها خطوط الكتابةِ فتنهمر من أناملها سحر الحروف

107

بقلم / مصطفى جمعة

 تبقى مصر دائما في موقعها الفريد مهما يتشقق الزمان وتتغيير الأمكنة والخرائط والمساحات فاتنةٌ تشتعل في يديها خطوط الكتابةِ، وتنهمر من أناملها الحروف التي تجمع بين النجوم والأقمار والعطاء لتدون زمنها الذي يبدأ منه الفجر.‬
 فهي خلقت لكي تعيد ترتيب حقبات الزمان التي مرت عليها فتلونها تارةً بالأحزان وما اقلها ومرات بالأفراح وما أكثرها بلون الحقول التي تضحك فيها الألوان تحرسها الشمس وترعاها الجبال مروحة خضراء على جسد الفصول أو تميمة معلقة على صدر الأرض إلى حين.‬
 عروس على سطح الكون تحمل ألف جناح من أجنحة الطاووس،و تنسج فيها الموسيقى مهداً للأحلام ويبني القمر فوق ربوعها برجاً من فضة، فتمشي القناديل عبر كتاب الزمان فتمطر قلب العصور سحاباً من الذكريات.‬
 أرضها في بحريها وعلى دفتي نيلها سابحــة تُمجـد الله في ســـــــرٍ وإعــــلانِِ وطيور جبالها مقبـــلة كـــــأنها العــقد من حبات مرجـان وأنوار، بيوتها على امتداد الوادي أضواء فرح في كـــل ناحــيـــــةٍ، وورودها في كل مكان يفوح منها طيـب النسائم وأعلامها ترقص منتشية ببهجتــهــا وطــيـــورها المتعددة الالوان والاشكال تسمعها تردد عــــــذب التغــاريـد.‬
 نقشت في امتداد صحاريها طرقا تسلكها الأحلام، لا تترك من يسير فيها إلا و تمتلئ يداه بضوء النجم لكونها حسنـاء فــاتنـة تتمتع بعذوبة الجمال السحري وريعان الدهشة الدرية فيها جمال الكون أجمعه وبها سحرُ الأماكن التي تسر العين وتجذبها، وأزهارها وأريجــها طــــيبُ الأنفاس كالعــــطـرِ،كما تنتشر الكثير من القرى في واديها الدائمة الخضرة ترى في النهار وكأنها هي رائعته وفي المساء تمتع عينيك بمشاهدة السحر وقد رسمت نفسها بأضوائها .‬
 هي في المجمل تلك اللوحة الفنية التي رسمها المبدع على أرض الكون والذي ترى فيها لون السماء كأنه ضوء الفجر قبل أن يلفه الصباح بدفء شمسها.‬
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.