لصحة نظامنا الغذائي.. متى يجب التوقف عن تناول منتجات «الجلوتين» و«اللاكتوز»؟

... وما الأعراض التي يجب أن تنبهنا إلى ذلك؟

28

وكالات

يعدُّ تناول طبق من المعكرونة أو قطعة من الخبز المقرمش مع القليل من الجبن أو حصة من الآيس كريم، متعة لدى كثيرين، لكن هذه الخيارات قد تسبب للبعض اضطرابات في الجهاز الهضمي أو ألماً، بسبب غناها بالغلوتين (البروتين الموجود في بعض الحبوب)، أو اللاكتوز (السكر الموجود في منتجات الألبان). فكيف نعرف أن علينا استبعاد أحد هذين المنتجين من نظامنا الغذائي؟ وما الأعراض التي يجب أن تنبهنا إلى ذلك؟

◄ أعراض مشابهة

تبدو أعراض عدم تحمل اللاكتوز والجلوتين متشابهة، وتتمثل في الإصابة بالإسهال والشعور بالانتفاخ والغازات والتشنجات المعوية والألم. وكل هذا يحدث بعد ساعات قليلة من تناول الطعام. ويقول البروفيسور ستيفان شنايدر، اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى جامعة نيس وأستاذ التغذية في جامعة كوت دازور في مقابلة مع صحيفة لوفيغارو: «إن مستوى اللاكتاز، وهو إنزيم تنتجه الأمعاء لهضم اللاكتوز، يتناقص مع تقدم العمر، وهذا ما يفسر لماذا نتحمله بشكل أقل».

في الواقع، اللاكتوز هو السكر الوحيد الذي يمكننا امتصاصه عند الولادة، ولكن يقل امتصاصه عند البلوغ ولا يتم هضمه، وبالتالي يصل «بالكامل» إلى القولون ويتخمر. والمبدأ هو نفسه بالنسبة للغلوتين، فالكربوهيدرات التي يحتوي عليها لا يتم امتصاصها وتتخمر في القولون.

◄ الأعراض لا تكفي

ووفقاً لمارتين كوتينات، اختصاصية أمراض الجهاز الهضمي والمدربة في مجال التغذية فإن الأعراض وحدها لا تكفي دائماً للحد من تناول الغلوتين واللاكتوز، وهذا لسبب بسيط، إذ يمكننا أن نجد الأعراض نفسها في أمراض أخرى. وتضيف الاختصاصية: «من الأفضل ملاحظة الظروف التي تظهر فيها الأعراض ثم تختفي، وما إذا كان الاضطراب ناجماً عن اتباع نظام غذائي غني بالغلوتين أو اللاكتوز».

وتحذر الخبيرة من أمرين قائلة: «يعتقد البعض أنهم لا يتحملون اللاكتوز في حين أنهم في الواقع أكثر حساسية لبروتينات حليب البقر، وخاصة الكازين، الذي يمكن أن يخلق أعراضاً مماثلة. أما بالنسبة للغلوتين، فقد يظن البعض أنهم شديدو الحساسية له، في حين أنهم أكثر حساسية للقمح». وتضيف: «لقد تطور القمح مع مرور الوقت، وهو الآن يتحول بالكامل، فالغلوتين ليس هو نفسه الذي كان موجوداً في الحبوب التي تناولها أجدادنا، كما أن الجسم أصبح أقل قدرة على تحمله».

ويوصي طبيب أمراض الجهاز الهضمي بإجراء الاختبار الذي يقوم على استبعاد جميع الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين واللاكتوز من النظام الغذائي ومراقبة ما إذا كانت الأعراض تختفي، ثم نعيد إدراجها ولكن ببطء وبشكل مختلف. وتوضح مارتين كوتينات: «إننا نعيد تناول الحبوب بكميات معتدلة. وفيما يتعلق بمنتجات الألبان، فإننا نميل إلى اللجوء إلى الزبادي قليل اللاكتوز، وبعض أنواع الجبن، ويفضل جبن الأغنام أو الماعز، الذي لا يحتوي على الكازين نفسه».

ومن الجيد أن تعلم أنه كلما كان الجبن أكثر صلابة، قل احتواؤه على اللاكتوز. ويمكنك أيضاً توزيع استهلاك منتجات الألبان على مدار اليوم، حتى يتعزز نشاط الأنزيمات.

◄ نظام الإقصاء

لتحديد عدم تحمل الغلوتين (المعروف أيضاً باسم مرض السيلياك)، عليك أن تلجأ إلى طبيبك لقياس الأجسام المضادة. ومن الضروري إجراء الاختبار قبل استبعاد الغلوتين من الوجبات.

ويتطلب مرض السيلياك منا التوقف عن تناول الغلوتين مدى الحياة وتعديل نظامنا الغذائي إلى حد ما. وفيما يتعلق بعدم تحمل اللاكتوز، يتم التشخيص باستخدام اختبار الجهاز التنفسي، ولا يكون ذا قيمة إلا إذا شعر المريض بالأعراض في وقت الاختبار كما يؤكد البروفيسور ستيفان شنايدر من مستشفى نيس الجامعي. الذي يضيف: «إذا بدأت نظاماً غذائيا إقصائياً، فمن الضروري أن يتم تحويلك إلى اختصاصي تغذية. فإذا كنت لا تتحمل الغلوتين، استبدل بالأطعمة النشوية الأرز أو الكينوا أو البطاطا الحلوة أو البطاطس أو الحنطة السوداء أو أي نوع من البقوليات، ويمكن للذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز أن يلجأوا إلى منتجات الألبان النباتية، مثل زبادي حليب الصويا أو جوز الهند. ويمكنهم أيضاً تناول الجبن الصلب، قليل اللاكتوز، أو جبن الأغنام أو الماعز، ويتوقف استهلاكها على تحمل كل شخص، لكنها تبقى أكثر قابلية للهضم».

◄ ماذا عن الخبز؟

في حالة الإصابة بمرض السيلياك، من الأفضل التوقف عن الذهاب إلى المخابز التقليدية، لأنه من الضروري تجنب ملامسة الغلوتين. لذلك علينا اختيار مخبز متخصص في صناعة منتجات خالية من الغلوتين.

ويوجد في المحال التجارية الكبرى أنواع من الخبز الخالي من الغلوتين، لكنه غالباً ما يحتوي على مواد مضافة، وفق الخبراء. لذلك في حالة فرط الحساسية للغلوتين، نختار الخبز الذي يحتوي على أقل كمية من الغلوتين في المخابز التقليدية. وأخيراً، بدلاً من شراء عجينة الفطائر الصناعية، يوصي الاختصاصيون بصنعها منزلياً، فالوصفات سهلة ويمكن استخدام جميع أنواع الدقيق، مثل الكينوا أو الكستناء، للتمتع بفطائر وكعك مثل الأصحاء.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.