كمال جاب الله يكتب: نزيف أوكرانيا هل يختلط بدماء كورية؟

73

نشر قوات كورية شمالية إلى جانب الروسية في حرب أوكرانيا، أصبح أحد أهم الحجج، التي استند إليها بايدن، بالسماح لكييف بضرب عمق الأراضي الروسية، بصواريخ أمريكية بعيدة المدى، فما هو الموقف إذا سالت دماء كورية في الحرب؟.

عبر شبكة سي إن إن الإخبارية، أجاب على السؤال العقيد الأمريكي المتقاعد، سيدريك لايتون، بقوله: “إن العواقب المحتملة قد تكون بعيدة المدى، ومن الممكن أن ترد كوريا الشمالية بضرب جارتها الجنوبية، حيث تنتشر على أرضها قوات أمريكية، ومؤكد أن إدارة بايدن استعدت للأمر، بتعزيز قدراتها الدفاعية بالمنطقة”. 

أضاف العقيد لايتون قائلا: “بايدن سمح باستخدام الصواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، ردًا على دخول كوريين شماليين على خط المواجهة في الحرب”. مشيرًا إلى أن هذا النوع من الإضافة إلى آلة الحرب الروسية غير مقبول من جانب الولايات المتحدة، التي لا ترغب -إطلاقًا- في وجود أية قوات أجنبية لدعم المجهود الحربي الروسي، والكوريون الشماليون هم أول من انضم بشكل علني على الأقل.
 
خلال شهر أكتوبر الماضي، تردد -بقوة- أن كوريا الشمالية قامت بإرسال عدة آلاف من قواتها المسلحة إلى روسيا لمساعدة الأخيرة في حرب أوكرانيا، واتسم موقفا موسكو وبيونج يانج بالغموض وعدم تأكيد تلك الخطوة بصورة قاطعة.

ضمن العواقب بعيدة المدى، التي أشار إليها العقيد لايتون، انتقد -بشدة- الرئيس الكوري الجنوبي، يون صوك-يول، التعاون العسكري بين كوريا الشمالية وروسيا، ودعا -بقوة- إلى الوقف الفوري لمثل هذا التعاون الخطير، بمساعدة المجتمع الدولي.

في الوقت نفسه، أعلن المكتب الرئاسي في كوريا الجنوبية أنه تلقى إشعارًا مسبقًا من جانب الإدارة الأمريكية بشأن قرارها السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ بعيدة المدى التي زودتها بها الولايات المتحدة لضرب عمق الأراضي الروسية.

فيما يتعلق بإمكانية تزويد سول لكييف بالأسلحة، قال المكتب الرئاسي الكوري الجنوبي: “إنهما بصفتهما دولتين حليفتين، يمكن لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة تبادل الأسلحة إذا لزم الأمر، ولكن لم تكن هناك مناقشات مفصلة بشأن أوكرانيا”. مؤكدًا أنه إذا استمرت روسيا وكوريا الشمالية في التعاون بحرب أوكرانيا، يصبح من الضروري مساعدة كييف لتعزيز قدراتها للدفاع عن النفس.

في الوقت نفسه، أكد بيان مشترك صادر عن قمة ثلاثية، جمعت بين قادة كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان، بايدن ويون وإيشيبا شيجيرو، الإدانة -بشدة- للقرار الذي اتخذه زعيما كوريا الشمالية وروسيا، فلاديمير بوتين وكيم جونج أون، لتوسيع دائرة الحرب في أوكرانيا، وشدد البيان على أن الدول الثلاث تتمسك بموقفها الداعي إلى دعم ممارسة أوكرانيا لحقها في الدفاع عن النفس، وهو حق أصيل لكل دولة، حسبما تنص عليه المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، كما جدد البيان تأكيد الدول الثلاث على التعهدات بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بشكل كامل، بناء على قرارات مجلس الأمن، وأيضا، الرد بحزم على انتهاكات القرارات الصادرة عن مجلس الأمن المتعلقة بكوريا الشمالية، وعلى أي نوع من المحاولات الرامية إلى تقويض الجهود الدولية للحد من الانتشار النووي.

في بيونج يانج، ذكر تقرير نشرته صحيفة رودونج شينمون، أن الزعيم كيم جونج أون أكد أن سياسة تعزيز الأسلحة النووية لبلاده أصبحت سياسة لا رجعة فيها، مشيرًا إلى ضرورة أن يكون الجيش على أهبة الاستعداد لاستخدام الأسلحة النووية في الهجوم الاستباقي في حالة نشوب حرب بالفعل، مشيرًا إلى أن التعاون العسكري بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية يهدد السلام والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بما في ذلك شبه الجزيرة الكورية.

وأشرف الزعيم الكوري الشمالي على اختبار أداء مسيرات انتحارية، وأكد كيم الحاجة إلى الإنتاج الضخم واسع النطاق على الفور من المسيرات، واستخدامها -بدقة- ضمن نطاقات هجوم مختلفة ضد أي أهداف للعدو على الأرض وفي البحر.

في موسكو، وردًا على قرار بايدن السماح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بصواريخ أمريكية بعيدة المدى، أقر الرئيس بوتين -الإثنين 19 نوفمبر- العقيدة النووية المحدثة لبلاده، ويؤكد المرسوم “أن سياسة الدولة في مجال الردع النووي تحمل طابعًا دفاعيًا، وأن روسيا تبذل الجهود للحد من التهديد النووي، وتنظر للأسلحة النووية كوسيلة للردع ويعتبر استخدامها إجراءً اضطراريًا أخيرًا”.

من جانبه، علق نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، على قرار بايدن بقصف العمق الروسي، بقوله، نصًا: “استخدام صواريخ الناتو بهذه الطريقة يمكن اعتباره وتصنيفه كهجوم من جانب الناتو على روسيا، وفي هذه الحالة، ينشأ الحق في الانتقام والرد بأسلحة الدمار الشامل وهذه تعتبر الحرب العالمية الثالثة”.

kgaballa@ahram.org.eg

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.