قبل ان تقرأ :
دعونا نتفق في البداية بأن أهمية قناة السويس للعالم تكمن في انها طريق مهم لنقل الطاقة والسلع الاستهلاكية والمكونات الصناعية من آسيا والشرق الأوسط إلى أوروبا لاسيما وان موقع القناة يجعلها مركزاً إقليمياً رئيسياً لشحن النفط والمواد الهيدروكربونية الأخرى ويكفي ان حوالي عُشر التجارة العالمية تمر عبر قناة السويس وبالتالي يعتبر الممر المائي لها حيوي للتجارة الدولية.
قد يدور في أذهان البعض لماذا يتم طرح هذه القضية الآن ؟
باختصار شديد بدأت بعض القوى التي تمتلك المال بالتعاون مع نظيراتها ذات النفوذ وغيرهما ممن يريدون تقزيم دور قناة السويس في حلحلة بعض المشاريع البديلة للمجرى الملاحي بحجة زيادة التبادل التجاري بـ”أقصر الطرق” وتعزيز أمن الطاقة العالمي وأعني تحديدا توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء ممر اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا على هامش قمة مجموعة الـ 20 التي استضافتها (بهارات) الهند سابقا وغيره من المشروعات التي طرحت في سنوات سابقة ولم ترى النور.
وانسجاما مع ما هو متاح من معلومات حول الممر بهدف تطوير وتأهيل البني التحتية التي تشمل السكك الحديدية وربط الموانئ وزيادة مرور السلع والخدمات وتعزيز التبادل التجاري بين الأطراف المعنية ومد خطوط الأنابيب لتصدير واستيراد الكهرباء والهيدروجين لتعزيز أمن إمدادات الطاقة العالمي بالإضافة إلى كابلات لنقل البيانات من خلال شبكة عابرة للحدود ذات كفاءة وموثوقية عالية – ما يعني تقليص الحركة بالمجرى الملاحي في قناة السويس وهو من الناحية الاقتصادية قد يكون ممكنا ولكنه مكلفا لشركات الملاحة البحرية التي تعتمد على قناة السويس اعتمادا على أزمنة الرحلة القصيرة واسعار الشحن الزهيدة التي تمر عبر القناة وهو ما سيشحذ الهمم تجاه الطريق الأقصر في حركة التجارة خاصة وان مصر تمتلك ورقة قد تغيب كثيرا عن ما يفكر به الآخرون لمشروع الممر أو غيره من المشروعات السابقة التي لم ترى النور نظرا لمحدودية الفكرة البديلة .
صحيح ان السيولة لكذا مشروع – الممر الاقتصادي – متوفرة لدى الدول التي ستدخل في الاتفاق والتي لن تقل عن 20 مليار دولار أمريكي الا انها قد تستغرق وقتا طويلا لن يقل عن 10 أعوام على أقل تقدير حتى يتم تنفيذ وتطبيق فعلي للمشروع وهذا ليس معناه اننا نعارض الفكرة ولكنها قد لا تكون مجدية لكافة الاطراف.
واستغرب خروج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بتصريح مفاده ” إن إسرائيل ستكون مفرقا رئيسيا ضمن مشروع المشروع الاقتصادي الجديد الذي يربط بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا بل وزاد نتنياهو إلى أن واشنطن اتصلت بإسرائيل قبل عدة شهور للمشاركة في هذا المشروع ومنذ ذلك الحين جرت اتصالات دبلوماسية مكثفة لتحقيق هذه الانفراجة”.. وهنا مكمن الخفايا تبدأ فصولها حول اعادة تشكيل ملامح منطقة الشرق الأوسط !!
أخيرا وليس آخرا…
لا خوف ولا هلع .. فأهمية القناة تتعاظم بقدر تطور و تنامي النقل البحري و التجارة العالمية حيث يعد النقل البحري أرخص وسائل النقل ولذلك يتم نقل ما يزيد عن 80% من حجم التجارة العالمية عبر الطرق والقنوات البحرية التجارة المنقولة بحرا فضلا عن توفير الوقت والمسافة هو ما تحققه القناة وبالتالي وفر في تكاليف تشغيل السفن العابرة لها يؤكد ما لهذه القناة من أهمية.
فهل يستثني الممر الاقتصادي قناة السويس أم ستكون ضمن المشروع – منتظرون الإجابة وان طالت لعقود !!