تعرّف على الأسباب الرئيسية لصعوبة النوم عند الكثير من الأطفال.. وكيف تُعالج؟
1 من كل 3 أطفال يصرون على بقاء ولي الأمر معه في الغرفة حتى ينام
وكالات
نشرت قناة «سي ان ان» نتائج استطلاع أبرز معاناة أولياء الأمور مع أطفالهم الصغار يومياً. وخلص الاستطلاع الوطني الذي أجراه مستشفى «سي إس موت» حول صحة الأطفال (من 1 الى 6 سنوات) الى انتشار صعوبات النوم بشكل كبير بينهم. وقد تبيّن التالي:
• 1 من كل 4 أطفال يعانون من صعوبة النوم بسبب القلق أو التوتر.
• أكثر من ثلث الأطفال لا يظلون نائمين طوال الليل بل غالباً ما يستيقظون وهم منزعجون أو يبكون.
• ما يقرب من نصف الأطفال يغادرون سريرهم وينتقلون إلى سرير الوالدين في بعض أو معظم الليالي.
• 1 من كل 3 أطفال يصرون على بقاء ولي الأمر معه في الغرفة حتى ينام.
بالاضافة الى ذلك، أفاد %90 من الذين شملهم الاستطلاع بأن لديهم روتينًا ثابتًا لوقت النوم، بينما وصف حوالي %27 أن وضع أطفالهم في السرير أمر صعب ومصدر للضغط النفسي، وغالباً ما يبقون في الغرفة مع الطفل الى ان ينام أو يبقون جهاز التلفاز مفتوحاً.
◄ تغيرات نفسية
وقالت رئيسة فريق البحث د.سارة كلارك -طبيبة الأطفال في جامعة ميشيغان- إنه «تتغير نفسية الأطفال كثيراً من عمر سنة إلى 6 سنوات. ومن المتوقع ان يخافون من الظلام، ولكنهم أصبحوا الآن يخافون من الخيالات ومن الوحوش وكثيراً ما تظهر هذه المخاوف في الليل. ولكن الأمر الآخر الذي يسبب قلق وتوتر الطفل وصعوبة نومه هو حدوث تغيرات كبيرة في حياته، مثل انجاب طفل جديد أو الانتقال الى منزل جديد او غياب أحد الوالدين. فحدوث تغير كبير في روتين الطفل سيثير لديه مشاعر التوتر والقلق والضغط النفسي. ومن المسببات الشائعة لمعاناة الأطفال الصغار من مشاكل في النوم، هي التغير الذي يرافق مرحلة «ما قبل المدرسة» عندما يتم تقليل وقت قيلولته الصباحية او الغاؤها».
◄ التخلص من قلق الطفل قبل النوم
بيّنت د.كلارك أن بعض العادات التي يتبعها أولياء الأمور قد تسبب راحة مؤقتة، ولكنها تزيد من وقع المشكلة لاحقاً من دون علاج للمشكلة الاساسية. على سبيل المثال، حين يشعر الطفل بالأمان بسبب وعد الأب بأن يظل في غرفته وهو نائم، فإنه قد يستيقظ لاحقاً ولا يتمكن من العودة للنوم بمفرده.
وكبديل أفضل، تنصح د.كلارك ولي الأمر بأن يترك الطفل في السرير ويغادر الغرفة مع وعده بأنه سيعود للتحقق منه كل بضع دقائق، حتى يعلم الطفل أن هناك من سيتأكد من سلامته بين الحين والآخر، ولكن لن يبقى في الغرفة.
◄ روتين قبل النوم
وفقا إلى د.كلارك، فالعامل الأكثر أهمية في تسهيل نوم الطفل ليلاً هو الالتزام بروتين ثابت لوقت النوم.
وأكدت على أهمية اتباع روتين قبل النوم يهدف إلى تعزيز الاسترخاء والطمأنينة، مثل الاستحمام وشرب حليب دافئ او شاي أعشاب وقراءة قصة.
وشرحت قائلة: «صحيح ان هذا الروتين سيستغرق وقتا طويلا (مثل نصف ساعة أو ساعة كاملة) مقارنة بأخذ الطفل الى سريره وأمره بالنوم، ولكنه سيعود الطفل على روتين النوم والاسترخاء ومع مرور الوقت سيتعود على تهدئة نفسه والنوم لوحده».
◄ الطفل أكثر حساسية للضوء
من جانب آخر، قالت د.لورين هارتشتاين، الأستاذة في قسم الطب النفسي، وهي تدرس النوم وصحة الساعة البيولوجية في مرحلة الطفولة في جامعة أريزونا: «نعلم أن التزام الأطفال الصغار بروتين النوم أمر صعب، ولكن الاستعداد للنوم يساعد أجسادهم وأدمغتهم على معرفة أن هذا هو الوقت المناسب للبدء في الاسترخاء.
لذا، أوصي بالالتزام بروتين يومي ثابت لموعد النوم مع الحد من استخدام الاجهزة الالكترونية قبل ساعة من موعد النوم، وذلك لتجنب المحتوى المثير واشعاعات الشاشات الالكترونية التي تحفز دماغ الطفل وتصعب عليه الاسترخاء ومن المفيد أيضا إطفاء الأضواء قبل ساعة من النوم، الأمر الذي من شأنه أن يطلق إشارة ذهنية بأن الوقت قد حان للاستعداد للنوم».
وسبب التأكيد على ابتعاد الطفل عن الشاشات الالكترونية واطفاء الاضواء قبل النوم، هو ما اشارت له عدة دراسات من كون الأطفال الصغار أكثر حساسية للضوء في الليل مقارنة بالبالغين، حيث يتداخل ذلك مع إنتاج الطفل للميلاتونين الطبيعي، وهو الهرمون الذي يسبب الاسترخاء وينظم دورة النوم والاستيقاظ.
هل من المفيد إعطاء الميلاتونين للصغار؟
بين الاستطلاع أيضاً معلومة مفاجأة وهي أن واحداً من كل خمسة أولياء أمور يعطون أطفالهم الذين يبلغون ما بين 1 – 6 سنوات مكمل الميلاتونين في كثير من الأحيان أو كل يوم قبل النوم. وذلك يدل على أن أولياء الأمور يشعرون بحاجة الطفل الى هذا المكمل للتغلب على صعوبة النوم وبأن مشكلة النوم تسبب معاناة وتأثيرات كبيرة فيهم.
وأوضحت الدكتورة كلارك قائلة: «قبل إعطاء الميلاتونين للطفل، من المهم أولاً التحدث مع طبيب الأطفال. وكقاعدة، لا يُنصح بإعطاء الميلاتونين للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات، خاصة لأن مشكلات النوم لدى الأطفال غالبا ما تعزى الى عوامل سلوكية يمكن علاجها عبر مواجتهها وتغييرها.
ومن أحد المخاوف التي ترافق استخدام مكمل الميلاتونين هو أن ولي الأمر يعوّد الطفل على أنه إذا لم يتمكن من النوم، فيجب عليه تناول حبة دواء، بينما كان المفروض ان تكون مهمة أولياء الأمور هي تعليم أطفالهم تطوير عادات النوم الصحية التي سترافقهم طوال حياتهم».