انتبهوا.. الأنفلونزا وفيروسات الهربس والتهابات الجلد تزيد خطر الإصابة بـ «الخرف»

28

وكالات –

وفقاً لبيانات مؤسسة الخدمات الصحية البريطانية، يؤثر الخرف على ما يقرب من 1 من كل 10 من كبار السن في بريطانيا، مما يدل على تأثيره على عدد كبير من العائلات.

وتشير الأبحاث الجديدة إلى أن العدوى الشائعة، بما في ذلك الأنفلونزا والهربس، قد تزيد من خطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من العمر، وكان الارتباط قوياً بشكل خاص بالنسبة لنوع الخرف المعروف باسم «الخرف الوعائي»، الذي يحدث بسبب ضعف أو نقص في تدفق الدم إلى الدماغ.

فقد حللت دراسة، نشرت نتائجها مجلة Nature Aging، بيانات 982 مشاركاً في دراسة بالتيمور للشيخوخة، بالإضافة إلى بيانات ما يقرب من 500000 شخص في البنك الحيوي البريطاني، وأكثر من 270000 شخص في البنك الحيوي الفنلندي.

وتتبع الباحثون أحجام أدمغة المشاركين وتاريخ العدوى، ووجدوا أن ستة أنواع من العدوى كانت مرتبطة بفقدان أكبر لحجم الدماغ، مقارنة بمن لم يصابوا بهذه العدوى، وهي:

1 ــ الأنفلونزا.

2 ــ فيروسات الهربس.

3 ــ التهابات الجهاز التنفسي العلوي.

4 ــ التهابات الجهاز التنفسي السفلي.

5 ــ التهابات الجلد.

6 ــ الالتهابات الفيروسية المتنوعة.

ومن بين الالتهابات المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالخرف، أظهرت عدوى الأنفلونزا والهربس روابط أكبر مع فقدان حجم الدماغ في الفص الصدغي المتخصص في الذاكرة.

كما أظهر أولئك، الذين لديهم تاريخ من العدوى، تغييرات في 260 بروتيناً مرتبطاً بالمناعة، مع ارتباط 35 منها على وجه التحديد بالتغيرات في حجم الدماغ.

وعلق الباحثون في الدراسة: «تدعم نتائجنا دور العدوى في خطر الإصابة بالخرف، وتحدد دورها المساهم في التنكس العصبي».

◄ لماذا تزيد العدوى خطر الإصابة بالخرف؟

هذه ليست أول دراسة تربط العدوى بخطر الإصابة بالخرف، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2023، ونشرتها المجلة الامريكية الطبية JAMA، أن الأشخاص الذين دخلوا المستشفى بسبب العدوى الشديدة، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بمقدار 1.7 مرة، مقارنة بمن لم يعانوا من العدوى الشديدة. وقد تم الإبلاغ عن نتائج مماثلة في دراسات سابقة أيضاً. كما أشارت أبحاث أخرى إلى وجود رابط غير مباشر بين التطعيم ضد الإنفلونزا والهربس النطاقي، مع انخفاض خطر الإصابة بالخرف.

وقالت د. جاسمين داو، استشارية أعصاب في مستشفى ميلر للأطفال والنساء ومركز ميموريال كير الطبي في لونغ بيتش: «يعرف منذ فترة طويلة أن العدوى مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالخرف، وخاصة بعد ظهورها المرافق لعدوى كوفيد، وتأثيراتها الطويلة المدى على الدماغ.

وهناك أسباب عدة قد تبرر ارتباط العدوى مع خطر الإصابة بالخرف. فالعدوى الشديدة قد تؤدي إلى فترات طويلة من الاستشفاء والإنتان والهذيان، مما قد يزيد من خطر التدهور المعرفي. كما يمكنها أيضاً إثارة استجابة التهابية ومناعية جهازية في الجسم، مما قد يؤثر على صحة الدماغ. وفي حين ان العدوى الخفيفة غالباً لا تؤدي إلى إثارة استجابة التهابية أو مناعية كبيرة، ولكن من شأنها أن تؤثر على التعبير البروتيني، مما يؤدي إلى التنكس العصبي».

◄ هل للتطعيمات تأثير وقائي؟

من غير الواضح حالياً ما إذا كان الالتزام باللقاحات يمكن أن يمنع الخرف. ومع ذلك، يمكن أن تساعد التطعيمات الروتينية في تجنّب الأمراض الشديدة من العدوى الشائعة. وقال د. كليفورد سيجيل، دكتور في طب الأعصاب في مركز بروفيدنس سانت جون الصحي في سانتا مونيكا، كاليفورنيا: «تساعد التطعيمات في تجنّب العدوى المزمنة والنوع الشديد من العدوى. وهو أمر مفيد للصغار والكبار.

كما أشارت دراسات عدة إلى أن اللقاحات والعلاجات المضادة للفيروسات توفر الحماية، من خلال تقليل حدوث وشدة العدوى، وهذا يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف أو التدهور المعرفي على المدى الطويل. وإذا كانت العدوى الشديدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف، فإن الحصول على التطعيم سيكون مفيداً حقاً للحفاظ على الصحة العامة وصحة المخ».

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.