«مقالة» | الأيادي الناعمة.. و«التنمر» الوقح
بقلم / محمود كمال - مدير تحرير
في سالف الزمان كانت المرأة المصرية تحظى بخصوصية شديدة في مضمار العمل حيث كان الأمر يقتصر على الأعمال التي توائم طبيعتها الخلقية ولكن الأمر اختلف تماما خلال السنوات القليلة الماضية لأسباب متنوعة نظرا للظروف الاجتماعية التي تمر بها معظم الأسر لمواجهة متطلبات الحياة المعيشية ومساندة الرجل.
و في بادئ الأمر كان ولوج المرأة الى ميدان العمل محصورا في المهن والوظائف التي لا تتطلب مهارات عضلية مثل العمل كسكرتيرات أو ما شابه من المهن التي لا تتطب قوة عضلية كما نشاهد الآن ما يؤثر عليهن ولكنها ارادة العيش في معترك الحياة.
كانت السنوات العشر الأخيرة بمثابة حجر زواية جديد يؤسس لأسلوب جديد وطريقة حياة جديدة دخلتها الكتير من الأسر لمواكبة التغييرات الاقتصادية وتوفير احتياجات الحياة لصغارهم ‘ تواجدت المرأة في معظم ميادين العمل في كافة أرجاء المحروسة ( مدن وقرى ) ‘ .. واكب التغيير يا مصري واصنع لأختك وامك وزوجتك وابنتك بيئة صالحة لتشاركك البناء والعمل فالدور الذي تقوم به اخت الرجال في وقتنا الحالي سيكتب في التاريخ وغدا سيكون مصدر فخر يتحاكي به صغارنا عرفانا بدورها وقت إن شعرت بضرورة أن تضع يدها بيدك
استحضر في هذا المقام عدة نماذج كانت – ومازالت – مثار جدل جراء اقتحامها مهن وأعمال كانت قاصرة على الرجال حيث تتطلب قوة التحمل بل والعمل لساعات طويلة
النموذج الأول.. 5 فتيات يفتتحن مشروع (مغسلة سيارات) على الرغم من انها مهنة صعبة للغاية الا انهن اثبتن نجاحهن وساعدهن على النجاح أهلهن وأصدقائهن ما يؤكد ان المرأة تتمتع بمهارات لا تقل أبدا على الرجال ولكن ما يضايقهن ويفسد عليهن العمل في مناخ آمن تلك المعاكسات الوقحة والتنمر الوقح من شريحة لا تعبأ ابدا بالظروف التي دفعت هذه الايادي الناعمة للعمل في مهنة كهذه.
النموذج الثاني.. بعض الفتيات اقتحمن اعمال النقاشة وبناء الديكورات والتي تتطلب الوقوف على سلالم معدنية وخشبية لأوقات طويلة.النموذج الثالث.. الأسطى أمل – من قصار القامة – التي تعمل في صيانة الجرارات الزراعية وهي مهنة صعبة للغاية على الرجال فمال بالكم بالأيدي الناعمة.النموذج الرابع.. ماسحات الأحذية والجزارة ومقدمات أكلات الشوارع حيث يتطلب الأمر المعاملة المباشرة مع أهل السوق فمنهم ما يقدر العمل وآخر يتطاول بل وأحيانا يتحرش وكلها ظواهر سلبية يجب القضاء عليها.
النموذج الخامس.. انطلقت شرارته من منطقة حدائق القبة حيث مهنة (سائقة توك توك) لتنتشر التجربة إلى أحياء شعبية أخرى منها إمبابة وفيصل والطالبية رغم صعوبة تعاملها وسط السائقين أصحاب سيارات الأجرة أو الشباب العاملين كسائقي المركبة المسخوطة.
خلاصة الكلام.. لا تتنمروا بالمرأة المصرية بل ساندوها في ميادين العمل المختلفة فهي أمك واختك وزوجتك.. وللحديث بقية،
اتفق معك استاذ محمود ، أحسنت